الملخص
المسعى في هذا البحث مركوز في إطارين: أما أولهما فيمثل في لفت أنظار الباحثين اللسانيين إلى أن ثمة ضرورة ملحة لإيجاد نحوين للعربية : نحو خاص بطائفة متعليميها من الناطقين بغيرها، وآخر خاص بطائفة متعليميها من الناطقين بها. وتتشعب من فكرة النحوين تلقائياً ، فكرتان أخريان، هما : النحو المشترك والنحو الغائب . ونعني بالأول النحو الذي تشترك في الحاجة الماسة إليه، سواء بسواء، طائفتا متعلمي العربية. واما النحو الغائب ، فنقصد به النحو الذي لم ينص نحاة العربية الأوائل عليه في كتبهم رغم حضوره في نواميس اللغة ووجوده في سيرورتها العملية . وهذا النحو لا يتفطن إليه في العادة الناطقون بالعربية ، فلا يصيبه تفكيرهم ، ولا يخضع لتحليلهم ، لأنه مما يتأتى لهم على وجه السليقة والاكتساب. وأجل هذا النحو الغائب يستأثر بالحاجة إليه متعلمو العربية الناطقون بغيرها دون غيرهم.
وقد تناول الباحث ، في الإطار الثاني من البحث ، فكرة النحو الغائب بالتمثيل والتطبيق ، فأورد أمثلة تنتمي إلى المستوى الدلالي ، ولكنها غير مبرأة من الجوانب التركيبية . ويكاد يكون المستوى الدلالي للتراكيب أقل المستويات اللغوية حظا في كتب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ، خاصة حين الحديث – تحديداً_ عن المقابلة بين ما تشاكل دلاليا من عناصر الكلم العربي .
وهادينا في ما سنتناوله من أمثلة دلالية في الإطار الثاني للبحث، سيكون مستقى مما يجترحه متعلمو العربية الناطقون بغيرها من أخطاء كتابية وشفاهية تستعصي على التصويب والتصحيح ، إذ لا تساعفنا في العادة كتب اللغة على ذلك . ومن هنا تناول الباحث بالتفريق المجموعات التالية المتشاكلة دلالياً ، التي كثيراً ما يحكم على عناصرها في ما يبدو للخاطر الأول ، بأنها من المتطابقات الدلالية ، إلا أن البحث يحاول أن يثبت أنها من المتصاقبات، لا من المتطابقات:
- (يجب) و(لابد).
- (اليوم القادم/غداً) و (اليوم التالي)- (اليوم الماضي/أمس) و(اليوم السابق).
- (نظر إلى/التفت إلى) و (رأى/شاهد/أبصر).
- (حضر/جاء/قدم/اتى)،و(ذهب/سافر)و(وصل)،و(أحضر/أخذ).
- (منذ/لمدة-مدة).
- (جداً-كثيراً).