قَضايا الحَذْفِ وَدِلالَتُهُ في شِعْرِ أَبي العلاءِ المَعَرِّيِّ مأمون مباركة 10.35875/1105-023-001-008 تنزيل الملف مشاركه فى: المجلد 23, العدد رقم 1, 2020 الصفحات: 105 - 114 عدد المشاهدات: 29042 الملخص يَدْرُسُ البَحْثُ أهمَّ قَضايا الحذفِ اللُّغَويَّةِ اللَّافِتَةِ في شِعْرِ المعرِّيِّ، ويَدْرُسُ مواقِفَ عُلَماءِ اللُّغةِ والنَّحْوِ مِنْ مواضِعِ الحَذْفِ التي تمَّ رَصْدُها في شِعْرِهِ، كَمَا يَرْصُدُ مَواضِعَ الحَذْفِ الَّتِي شَمَلَتْ كُلَّ أَقْسَامِ الكَلامِ العَرَبِيِّ اسْمًا، وَفِعْلًا، وَحَرْفًا. وَيَهْدِفُ البَحْثُ إِلَى دِرَاسَةِ بَعْضِ مَواضِعِ الحَذْفِ دِرَاسَةً دِلَالِيَّةً تُنْبِئُ عَنِ الغَرَضِ المَعْنَوِيِّ الَّذِي فَرَضَ حَذْفَ جُزْءٍ مِنَ اللَّفْظِ؛ لِيَكُونَ الحَذْفُ اللُّغَوِيُّ مُعادِلًا مَوْضُوعِيَّا للقَصْدِ الدِّلَالِيِّ الَّذِي اخْتَلَجَتْهُ نَفْسُ الشَّاعِرِ. وَقَدِ اعتَمَدَ البَاحِثُ المَنْهَجَ الإِحْصائِيَّ الوَصْفِيَّ التَّحلِيلِيَّ؛ بِرَصْدِ مَواضِعِ الحَذْفِ اللَّافِتَةِ فِي دِيوانِ سِقْطِ الزَّنْدِ، ثُمَّ وَصْفِ مَوْضِعِ الحَذْفِ، وَسَوْقِ آراءِ عُلَماءِ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ فِيها وَفِي مَثِيلاتِهَا فِي لُغَةِ العَرَبِ، ثُمَّ خَلُصَ البَحْثُ إِلَى تَحْلِيلِ بَعْضِ مَواطِنِ الحَذْفِ اللُّغَوِيِّ تَحْليلًا دِلالِيًّا. وَلَقَدْ أَظْهَرَ البَحْثُ انْتِشَارَ الحَذْفِ بِشَكْلٍ لافِتٍ فِي كُلِّ أَقْسَامِ الكَلامِ فِي شِعْرِ المَعَرِّيِّ، كَما رَصَدَ البَحْثُ بَعْضَ مَواطِنِ الحَذْفِ اللُّغَوِيِّ اللَّافِتَةِ فِي أُسْلوبِهَا أَوْ فِي نُدْرَتِهَا فِي الكَلامِ العَرَبِيِّ؛ ما دَلَّ عَلَى سَعَةِ اطِّلاعِ المَعَرِّيِّ فِي اللُّغَةِ والأَدَبِ، وَعَلَى تَفَرُّدِهِ فِي بِناءِ النَّصِّ الشِّعْرِيِّ. كَما أَظْهَرَ البَحْثُ شِدَّةَ ارْتِبَاطِ التَّركِيبِ اللُّغَوِيِّ عِنْدَ المَعَرِّيِّ بِالمَضَامِينِ الشِّعْرِيَّةِ الَّتِي بَنَى عَلَيْهَا شِعْرَهُ، ظَهَرَ هَذَا فِي التَّناسُبِ العَجِيبِ بَيْنَ الحَذْفِ اللُّغَوِيِّ وَالمَضْمونِ الدِّلالِيِّ فِي سِيَاقِ الحَذْفِ. وَلَقَدْ شَكَّلَ الحَذْفُ بِخَصائِصِهِ اللغويَّةِ وانزِياحاتِهِ الدِّلاليَّةِ رَكيزَةً أساسيَّةً مِنْ رَكائِزِ فَهْمِ البِناءِ الشِّعْرِيِّ لأبي العَلاءِ المَعَرِّيِّ؛ كَيْفَ لا؟ وهوَ الَّذي يُشَكِّلُ شُعورُهُ بالفَقْدِ والعُزلَةِ الملمَحَ الأساسَ في نَظرتِهِ للحياةِ والوجودِ، فالبَحْثُ في الحَذْفِ في شِعْرِ المَعَرِّيِّ يُخْلِصُ القارِئَ بالضَّرورَةِ إلى فَهمٍ أَوسَعَ وَأَشْمَلَ لِفَلسَفَةِ الفقدِ في فِكرِ المَعَرِّيِّ.