الملخص

تتناول هذه الدراسة مشكل التقدّم، وما آل إليه من تقنيات راهنة تأخذ معنى السلطوية المعرفية والثقافية، وما ينطوي عليه هذا المعنى من تهديدات وجودية تمس الإنسان والطبيعة، ما كشف حقيقة مسؤوليتنا الأخلاقية وحتميتها إزاء الوجود وجدليته بين الإنسان والطبيعة، لا سيما مع تنامي قدرتنا العلمية وممارساتنا التكنولوجية الجماعية. وباستخدام المنهج التحليلي والنقدي، تعالج هذه الدراسة سؤال العلموية ومفاعيلها الراهنة، إذ أصبح التفكير العلموي عقل علم لا عقل له! يأذن بفكر دوغمائي يخلع على نفسه أحقية التسليم المطلق به. بينما ديونطولوجيًّا، أي نزوع علمي منبت الصلة عن الأخلاق؛ هو ضرب من الجنون التقانوي، والجنوح الحتمي نحو الهاوية، بما يمثله من مخاطر على شروط الحياة الطبيعية في الحاضر وأفقه المستقبلي، جرّاء تطور تكنولوجي ليس محايدًا البتة، نتيجة حصر العلم في غاية أداتية، تحايثها رهانات إيديولوجية )سياسية واقتصادية( مدفوعة بإرادة القوة، والرغبة في السيطرة.