الملخص
يعد كتاب سيبويه أهم كتاب في تاريخ النظرية النحوية العربية ، ولا يستغني باحث في علوم العربية عن العودة إليه، كما لم يستغن القدماء عن مدراسته والاستناد إليه.
ونظراً لكثرة العلماء الذين تناقلوه، فقد متنه لشيء من التغيير منذ القدم، ومما لا شك فيه أن المحقق عبد السلام هارون قد بذل جهداً فذاً في تحقيقه وضبطه ، ولكنني وجدت أن ثم غير قليل من التحريف أو التبديل أو الزيادة المقحمة ، أو النقص الذي تسبب عن عزل بعض النصوص في الحاشية .
والاضطراب الذي ينشأ عن ذلك يؤدي في مواطن كثيرة إلى نسف الأحكام وقلب مضامينها، ومنه ما يقود إلى تصويب الخطأ أو تخطئة الصواب ، وهذا يؤثر في بعض التوجيهات النحوية والصرفية والمعجمية، ولذلك تأتي هذه الدراسة لتبين مواطن الاضطراب مصوبة ، ولتفسير القضايا التي تقتضي توجيهاً وتبياناً ، وذلك بعد أن تعالج جملة من مواطن الغموض التي التبست على كبار الباحثين، فلم يتبينوا وجه الصواب فيها .