الملخص
يبدو أن وسائل الإعلام ماضية في سبيل إلغاء الحركات الإعرابية ، إذ ليس لها أثر – فيما دن المعاني – وقد لمست في دراساتي أن تيار اللحن الحالي لا يقل خطراً عنه قبيل نشأة النحو ، ولذلك لا بد من مجابهته .
كان كتاب الدكتور إبراهيم أنيس ( من أسرار اللغة) قاسياً في دعوته لإهمال الحركات الإعرابية ، وهذه عناوين من الفصل الثالث : قصة الإعراب ، سلطان النجاة ، هل للإعراب آثار باقية ، الوقف التقاء الساكنين، ليس للحركة الإعرابية مدول ! وقد أورد فيه دلائله على إلفاء الحركات الإعرابية مثل: إسكان أبي عمرو في قراءاته ، وقول الخليل بن أحمد : إن الفتحة والضمة والكسرة زوائد وهن يلحقن الحرف ليوصل إلى التكلم به ، وإسقاط الحركات الإعرابية في الفصاحة ، وعدم حاجة العامية للحركات ، وظاهرة الوقف في القرآن بالسكون ، وتراءى له نتيجة لذلك أن الحركة الإعرابية لا مدلول لها.
وقد بين الباحث أن سبيل الدكتور لم يكن سبيلاً علمياً يقوم على الدليل الصحيح ، وإنما هي شبهات وأمثلة مبتورة لا ترقى لدجة الأدلة ، وقد أثبت البحث أن الحركة الإعرابية لا غنى عنها ، وهي جزء لا يتجزأ من لساننا العربي المبين .