الملخص
تواءمت ماد ة التراث الشعبي الغنية بمفرداتها الثقافية مع فن المسرح منذ نشأته في الحضارة الإغريقية، وقد شكلت مكونات التراث عاملاً فاعلاً في نشر رسالة المسرح التي تعبر عن الحياة بكل جوانبها ، فكان التراث الشعبي سبيلها لتحقيق غايات الفن السامية في الارتقاء بالمجتمعن ومعالجة المشاكل التي تواجه الإنسان والتصدي لها .
تناولت الدراسة أهمية التراث في إثراء حياة الشعوب ودوره في الثقافة العربية بشكل عام ، وفي حركة المسرح العالمي والعربي والعراقي تحديداً ، من خلال استعراض للمراحل التي قطعتها العلاقة بين المسرح والتراث الشعبي ، والوقف عند ابرز الأشكال التراثية العربية التي تحمل في بنيتها التركيبية سمات درامية وموسيقية ، اختار منها الباحث نماذج تحمل تلك السمات والمعالم ، وهي : (المقامات ، الأمثال الشعبية، والأهزوجة) ، والتي كان لتوظيفها في عروض المسرح دور فاعل في رسم معالم الهوية الوطنية والحفاظ عليها . كما تناولت الدراسة نخبة من الشخصيات المسرحية العربية والعراقية التي كان شغلها الشاغل تلك الموروثات الشعبية ، وما تحمله من دلالات فكرية وجمالية بإمكانها أن تثري الثقافة المعاصرة ، وتسهم في تعميق القيم والمثل العليا ، فاستطاعت أن تحقق ذلك التجانس بين المكونات التراثية الحية ، وتأصيلها في المسرح بما ينسجم مع روح العصر ، ورؤية الإنسان العربي الشغوف بتراثه الشعبي ومكوناته.